الخميس، 2 يونيو 2011

عذرا ايها المعلم


ياصاحب العلم الوفير والفكر القويم والعطاء الكبير، والبذل الكثير، يامربي النفوس، وموجه العقول، ومرشد السلوك لك في قلوبنا حبا ومكانا، وتقديرا واجلالا، وشكرا وعرفانا. كيف لا وقد اعلى الله من شأنك ورفع من قدرك واعلى من مكانتك فعذرا ان رأيت من المجتمع ما يجرحك او سمعت من افراده ما يزعجك فمثلك صاحب فكر وحكمة، ونضج وحنكة، وصبر وروية. ومثلك لايتضجر من خلل نشأ في تربية اسرية، ولايتبرم من قصور الطلاب واخطائهم السلوكية، ولايحبط من كثرة الاعباء، وما يعترضه من العقبات، ولايأنف مما يطلب منه، ولا بما يملى عليه من التعليمات. ولو كان الامر بأيدينا، لزدنا على تميزك امتيازات، ولأكثرنا من اكرامك حتى ترضى، ومن ذلك ان شئت: استقبالك في المدرسة بدون توقيع في سجل الدوام، فقد وثقنا بك (وانت اهل لهذا)، وسلمناك أعظم ما لدينا، وأغلى ما عندنا (فلذات الاكباد) وتركنا لك ترسم ما تشاء على طريقهم، وتكتب ما تريد على صدورهم. ولو كان الامر بأيدينا وكما نحب، لجعلنا لك في كل مدرسة غرفة مستقلة، تضم فيها كتبك واوراقك ووسائلك وابداعاتك، وجعلنا طلابك يأتون اليك، وهم يتشوقون لرؤيتك وسماع صوتك، وينصتون لطريقة شرحك، وعرض درسك. ولو كان الحال كما نريد ليسرنا لك السبل في اكمال تعليمك، وهيأنا لك كل القنوات لتطوير قدراتك، وشجعناك على استثمار طاقاتك، في تنوير من حولك، واثراء مجتمعك.ولو كان الامر كما نتمنى، لهيأنا لك من يخدمك، ويرعى حضورك، ولبسطنا لك من وسائل الراحة ما تزيد من بذلك بذلا، ومن عطائك عطاء، ومن تضحياتك صدقا واخلاصا، حتى تخرج لنا جيلا كما نحب ونرجو ونريد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق