السبت، 25 يونيو 2011

بيان الناجحين



فقد تعودنا في أحاديثنا وكتاباتنا؛ على تناول المثالب السلوكية، والمناقص الاجتماعية، والجوانب السلبية الشائعة والمنتشرة بين أفراد مجتمعنا، وذلك بهدف التخلص منها، والقضاء عليها، أو للتخفيف منها ، والحد من انتشارها.

لكننا نغفل كثيراً ، ولا نهتم جيداً ؛ بذكر المحاسن الجميلة، ولا نشير إلى المشاهد الرائعة، ولا نضرب المثل بالنماذج المتميزة، والشواهد الحاضرة، الموجودة بكثرة بيننا، والتي تستحق الثناء والإشادة، والشكر والتقدير.

إن الحديث عن الشخصيات الرائعة، والتعريف بسلوكها المحمود، وتوضيح سيرتها العطرة ؛ له فوائد مثمرة في الاقتداء بها ، والتحلي بصفاتها ، وإتباع منهجها، وهو كذلك نافع في محاسبة أنفسنا، ومراجعة أعمالنا، وتصحيح أخطائنا، والرفع من ذواتنا.

فكم تعرفون من إنسان بعينه، يعتني بالتقرب من الخالق جل وعز: الصلاة يومياً في المسجد، وفي الصف الأول بالذات، صيام يومي الاثنين والخميس أسبوعياً ، التهجد والناس نيام ، مع ورد يومي من القرآن الكريم، وهو على هذه العبادات سنين طويلة.

وكم طالب علم جليل؛ تعلمون همته وعنايته باستثمار يومه في القراءة المفيدة، وطلب العلم النافع، مع اهتمام عالٍ بنشر الفكر الراقي، والتحلي بالخلق الرفيع، والمنطق الجميل.

وكم داعية قدير؛ لديكم أخبار كفاحه ، وأحوال تضحياته في خدمة الدين، ونشر الدعوة، وبذل النصيحة، والإصلاح بين الناس، يقوم بالتدريس ، ويلقي المحاضرات ؛ بدون مقابل مادي، ولا هدف دنيوي، وله على ذلك أعوام كثيرة .

وكم معلم مخلص؛ رأيتم أثره ومحبته في نفوس طلابه، لأنه يعتني بهم، ويحنو عليهم، ويبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم، ملك القلوب والعقول، ونال الإعجاب والاحترام.

وكم موظف أمين؛ رأيتم وجوده في مراكزنا الحكومية، يحسن التعامل مع المراجعين، ويبذل قصارى جهده ، وأقصى طاقته في خدمتهم، وتيسير أمورهم، وتلبية احتياجاتهم، وتذييل الصعاب أمامهم.

وكم صاحب مال كريم سخي باذل معطاء، مازال يبذل الصدقات، ويواسي المساكين، ويساعد المحتاجين، ويدعم المشاريع الخيرية.

النماذج الجليلة المُشْرقة المشرِّفة ؛ تحتاج  إلى إعلان أسمائها، والتعريف بأصحابها، والدعاية لأعمالها، والإشادة بتألقها، حتى ينتشر بيننا وهجها ، ويزداد عبقها ، ويتعمق وجودها، في أرجاء هذا المجتمع المبارك.

إن أسلوب القدوة الحسنة ، والتعريف بالنماذج المشاهدة؛ من أنجح أساليب التربية والتعليم، والتوجيه والإرشاد، والدعوة والإصلاح، وهو من أكثرها فائدة، وأجداها تأثيراً ، وأقواها نفعاً؛ في السمو بالمسالك الصحيحة، وتصحيح المسارات الخاطئة،والدروب الشائكة .

هناك تعليق واحد: